تاملات في عيد الاضحى

  
 
  





   كان الله في عون المغاربة هذه السنة فبعد مصاريف العطلة الصيفية ورمضان والدخول المدرسي هاهي مناسبة أخرى ستثقل لا محالة كاهل الأسر المغربية , خصوصا اذا اخذنا بالحسبان الاسعار المرتفعة للأضاحي هذه السنة  فرغم ما يقال حول وفرة الاغنام هذه السنة, بعدما افادت وزارة الفلاحة والصيد البحري ان العرض يفوق الطلب حيث هناك حوالي سبعة ملايين راس معروضة مقابل طلب لا يتجاوز الخمسة ملايين راس, وان اثمنة الاضاحي تختلف حسب الجودة والصنف وسن الاضحية وكذلك حسب المناطق ومكان البيع.
لكن فجولة واحدة في السوق ستخبرك عكس ما يقال ويروج له, فالشناقة حكموا قبضتهم على السوق بحيث تجدهم كانهم متفقين حول ثمن واحد لصنف من الاضاحي كما لو ان تلك الخرفان ذات وزن و «ماركة»  موحدين .
وبالتالي فالعديد من الاسر المغربية  وامام الغلاء الفاحش للاضاحي اصبحت تسعى للظفر بقرض بنكي لشراء كبش العيد ومتطلباته , فبالرغم مما يروج له عبر الاشهارات بان هذه القروض بدون فائدة (وهذا شيء مستحيل طبعا بالنسبة لمؤسسة بنكية هدفها الربح) انما هي وسيلة جذب للزبون لا غير كوسيلة فعالة تغري المواطن المغربي وكانها , فهذه المؤسسات المالية لا تتعامل الا مع الموظفين بالقطاع العام او المستخدمين بالقطاع الخاص اي مع من معه حساب بنكي ووثيقة الدفع وعدد من الشروط الادارية.
نحن هنا لا نريد محاكمة احد حول القروض والفوائد الربوية المصاحبة لها لان الربى معروف حكمها في الاسلام, ولا داعي للحكم على من يستفيد منها لان مصاريف هذه المناسبة الدينية تعتبر الاكثر تكلفة اضافة الى رغبة الاطفال الصغار بالتباهي بكون خروفهم اكبر من باقي خرفان الحي وهي كلها لحظات مر منها الجميع, ولا يمكن نكران هذا الشعور رغم معرفتنا بكون شراء الاضحية يبقى حسب مقدرة المواطن لا ذبيحة عيد الاضحى هي سنة مؤكدة تسقط اذا كان المسلم غير قادر عليها ولكننا بموروثنا الشعبي المحلي جعلناها فريضة وشيئا ضروريا.
ولذلك فالعبرة التي نستفيد منها في هذه المناسبة هي اهانة المواطن المغربي عند كل
مناسبة وقدرته الشرائية الضعيفة الهشة التي لا تكفيه ان يشتري كبشا متوسطا دون ان يبحث عن قرض من المؤسسات المالية .
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad